لَحْظَة
هَا هِيَ الشَّمْسُ تَتَعَرَّى مِنْ خَجَلِهَا،
سَاطِعَةً كَمَوْقِدٍ اسْتَشَاطَ غَضَبًا،
وَحَرٌّ يَنْفُثُ غَيْظَهُ فِي أَحَدِ أَيَّامِ تَمُّوزَ،
لَمْ يَكُنْ عَادِيًّا.
مَوَاجِعُ الْمَخَاضِ تَخْتَلِطُ بِالبُكَاءِ،
وَزَفَرَاتٌ تُسْمَعُ صَدَاهَا بَيْنَ زَوَايَا الجُدْرَانِ.
سَتَأْتِي بَشَارَةٌ قَرِيبًا؛
تَرَقُّبٌ، خَوْفٌ، قَلَقٌ… كُلُّهَا وَجُوهٌ تَصْطَبِغُ فِي الوُجُوهِ.
لَمْ يَكُنْ مَا يَكْفِي مِنَ الانْتِظَارِ،
أَوْ مِنْ قُوَى الصَّبْرِ،
سِوَى الانْتِظَارِ.
وَذَاكَ الْبَابُ مُوصَدٌ بِقُفْلٍ مِنَ الدَّاخِلِ،
لَنْ يَدْخُلَ إِلَيْهِ إِلَّا لِيَخْرُجَ،
سَوَاءٌ الْبَشِيرُ أَوْ حَتَّى النَّذِيرُ،
وَمَلَامِحٌ يُسْعِفُهَا نِدَاءٌ، وَهُوَ فِي خَانَةِ التَّرَقُّبِ.
فُتِحَ الْبَابُ…
بُكَاءُ الْوَلِيدِ يَعْلُو،
وَتَكْتَسِي هَوَاجِسُ الْعُيُونِ بِالفَرَحِ،
وَهُنَاكَ فَرْحَةُ أُمٍّ يَغْزُوهَا أَلَمٌ،
وَشُعُورٌ يُحِيطُهَا وَهَنٌّ،
وَبَقَايَا مِنَ الْقُلُوبِ يُسَاوِرُهَا الاطْمِئْنَانُ.
وَتَمُّوزُ يَبْرُزُ بِالْبَرَكَةِ،
وَيُطْفِئُ الشَّوْقَ الْجَامِحَ فِي الْأَفْئِدَةِ.
أَيُّهَا تَمُّوزُ،
لَقَدْ أَتَيْتَ بِالسَّعَادَةِ مُنْزَلِقَةً مِنْ بَقِيَّةِ الشُّهُورِ،
رَوَيْتَ مَوَائِدَ الْأَفْرَاحِ مِنْ بَعْدِهَا لِتَفِيضَ.
هَلْ أُحَدِّثُكَ عَنْ أَنْصِبَةِ الْبَسَمَاتِ الْمُزْدَهِرَةِ فِي الْعُيُونِ،
أَوْ تِلْكَ الضَّحِكَاتِ الْمُتَرَسِّمَةِ فِي الْوُجُوهِ؟
كُلُّهَا تَسَامَتْ فِي الزَّمَانِ.
---
أَنَا تَمُّوز
أَنَا مِنْ نَخَلِ الصَّبْرِ فِي أَقِياضِ النَّهَارِ،
وَانْبَرَتِ الشَّمْسُ لِتَسْكُبَ وَهَجَ أَنْوَارِهَا فِي ضَحَّاتِ الأَرْضِ.
ذَاكَ الصَّبْرُ مَجْدُولٌ عَلَى رَقْعَةِ النَّفْسِ،
يَرْتَجَى فَسْحَةَ الأَمَلِ،
هُنَاكَ حَيْثُ بَخْسُ الْأَلَمِ قُدْسَتُهُ.
وَالْبَابُ يُطْفِئُ رَمْقَ النُّورِ فِي النَّظَرَاتِ التَّائِهَةِ،
وَصَوْتٌ يَهْتَزُّ فِي أَثِيرِ الْأَسْمَاعِ بِالْحَيَاةِ.
فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ قَسْوَةِ الْمَلَامَةِ الْمُتَشَظِّيَةِ فِي الْقَلْبِ،
الْكَامِدَةِ مِنْ عُسْرِ الانْتِظَارِ.
أَتَلُومُنِي بِأَنِّي جَنَدَلْتُ قَوَافِلَ السَّاعَاتِ الْمُتَتَالِيَةِ؟
لَسْتُ حَزِينًا عَلَى الرَّحِيلِ الْغَادِرِ مِنْ سَفْكِ الأَعْوَامِ،
فَقَدْ تَوَرَّدَتْ بَقَايَا أَيَّامِي مِنْ خَجَلِ الثَّنَاءِ،
وَأَطْرَبَتْنِي رَغْوَةُ الْمَدِيحِ الْمُنْتَفِخَةِ مِنْ ثَنَايَا قَلْبِكَ،
وَاِكْتَفَيْتُ بِسَايِسِ الْفَرَحِ الْمُتَدَفِّقِ مِنْكَ.
لَقَدْ أَشْعَلْتَ فِي قُبُوِّ وَهَائِجِي فَتِيلَ الاحْتِرَارِ،
وَاشْتَدَّتْ عَلَيَّ وَطَأَةُ الْعُرَاةِ الْمَغْمُوسَةِ فِي خَبَايَا الشَّمْسِ.
لَكِنِّي رَاحِلٌ إِلَ
ى تِلْكَ السِّنِينَ،
لِأُعِيدَ ذِكْرَى الْمِيلَادِ لِقُلُوبِكُمْ.
جميل ما قرأته لك يا أستاذ محمد، وهذا النص إذا أردت من الممكن تقديمه للنشر بمجلة الموقع الرئيسية .
اختر من هنا منتدى طلبات النشر علما بان الموضوع هناك لا يظهر الا لك ولفريق التحرير فقط
سيكون هناك نقاش حوله ثم نشره
https://rkayz.com/forums/forum10/
أضفتك كذلك لمجموعة كتّاب الموقع ويا هلا.
تحياتي استاذ عصام
اتشرف بذلك ولك فائق التحايا والتقدير