يَغْفُلُ عَنْ هِتَافِي لَهُ،
بِأَنْ يَكْتُبَ يَوْمِيَّاتِي،
فَيَكْسِرُ عَوَاطِفِي الْمُتَلَاطِمَة فِي صَدْرِي
وَيُمْلِي عَلَيَّ خَرْبَشَاتِهِ بِدُونِ مُوَارَبَةٍ،
بِدُونِ حَيَاءٍ مِنْ تَوَهُّمَاتٍ خَبَأْتُهَا فِي بِيدَاءِ آهَاتِي.
مَا جَدْوَى التَمَرُّدِ فِي نَفْسِي، عِنْدَمَا يُصَارِعُنِي قَلَمِي؟
يَكْتُبُ مَا يُرِيدُ،
وَيَكْشِفُ خَبَايَا أَوْرَاقِي فِي أَبْعَادِ السِّنِينِ.
أَيَا قَلَمِي...
أَنْتَ حُلْمِي الْمُنْسَابُ عَبْرَ الْأَثِيرِ،
وَهُنَاكَ عَبْرَ نَدَى الْخَيَالِ تَغْرَقُ مَشَاعِرِي،
حِينَ أَشُقُّ كِينُونَةَ السَّمَاءِ بِآمَالِي.
هِيَ أَحَاسِيسِي الْيَابِسَةُ فِي غَابَةِ الْلِّقَاءِ،
تَرْتَجِي مَطَرَ الْحَانِي يُوَاسِينِي،
هِيَ نَوَايَا اخْتَزَلْتُهَا مِنْ مِدَادِ الْأَزْمَانِ،
تَعَاهَدْنَا عَلَى السِّرِّ خَلْفَ الْفَضَاءِ.
أَلَا يَكْفِيكَ أَنْ تَرْهَقَنِي مِنْ فَتَاوَى الْهَجْرَانِ؟
كَالذَّابِلِ مِنْ عُنْوَةِ الشَّمْسِ اللَّاهِبَةِ
فَوْقَ رَغْوَةِ الشَّقَاءِ.
اِرْفُقْ بِجَوَانِحِي الصَّامِتَةِ بَيْنَ الْجِبَالِ،
هِيَ لَكَ... لِتَرْوِيَهَا مِنْ نَبْعِكَ الْمَدْرَارِ،
وَاسْقِهَا مِنْ فَيْضِكَ وَارْعَهَا بِالثَّنَاءِ،
لِتَهِيمَ عَوَاطِفِي حُرَّةً نَحْوَ الْأَكْوَانِ.