الإشعارات
مسح الكل

شرح ثنائية أفلاطون وثنائية ديكارت

User Avatar
التعبير
المقام الرابع
Points: 716732
المشاركات: 69
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

 

 

يقول المعري :

 

أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن الخبر النبيثِ

لفقدي ناظري ولزوم بيتي
وكون النفس بالجسد الخبيثِ

يتضح لنا من البيتين السابقين ، أن المعري يرى (باحتمال كبير) بالرأي الافلاطوني عن الذات حيث الروح هي "أنا" وما الجسد إلا سجن لها ، وقد علمنا أن أفلاطون يرى عالم المُثُل/ الأفكار هو عالم الحقيقة ، وأن عالم المادة (الطبيعة/الظاهر) هو عالم مزيف ، وهو يحاكي الأصل ويعيق النفس من معرفة الحقيقة ، وأن الأفكار كاملة هناك حيث الروح جاءت منه وهي الآن في مرحلة مؤقتة بالجسد  .

عن أفكار أفلاطون يشرح ‏ جاقوين كيم بكتابه فلسفة العقل :

 

"وفقا لأفلاطون، كل واحد منا لديه روح بسيطة وإلهية وغير قابلة للتغيير، على عكس أجسادنا، المركّبة وقابلة للتلف.
‏في الواقع، قبل أن نولد في هذا العالم، كانت أرواحنا موجودة مسبقا في حالة نقية غير متجسدة، وعلى عقيدة أفلاطون للتذكّر، ما نسميه "التعلم" هو مجرد عملية تذكّر ما عرفناه بالفعل في وجودنا قبل الولادة كأرواح نقية. الأجساد هي مجرد مركَبات لوجودنا في هذا العالم الأرضي، وهي مرحلة مؤقتة في رحلة روحنا الأبدية. "

 

إن أفلاطون يرى ثنائية العالم : عالم  المثل وعالم مادي (عالم المحسوسات) ويرى الروح بدورها أنا تماما ، "فأنا لست أملك روحا بل أنا روحي" ،
وفكرة الروح بعمومها أيًا كان تعريفها هي شائعة بين البشر لكنها عند أفلاطون بتفسير يكشف لنا زيف المادة وأن عالم الحقيقة هناك في ذلك المستوى الروحي غير المادي .

عن ذلك ، كتبت باربارا مونتيرو في كتابها “Philosophy of Mind: A Very Short Introduction”:

كانت ثنائية الروح الجسد من أهم الأفكار المشتركة بين البشر ، تاريخها فيما يبدو من تاريخ الإنسان نفسه ، فهي الفكرةالموجودة عند الهندوسية والبوذية وغيرهما من الأديان والأمم البشرية عبر التاريخ ، وعلى سبيل المثال . بالبوذية  يقدم أحد نصوصها ، Visuddhimagga، الذي كتب في القرن الخامس الميلادي في سريلانكا، نسخة من الثنائية التي تتكون من الجسد والعقل .، وفقًا للنص " إن العقل والجسم مشابهان لشخصين أحدهما أعمى والآخر مشلول يحمله الأعمى: فأحدهما بمثابة ساقي الآخر والآخر بمثابة عيون. تماما كما يحتاج الفرد الأعمى والفرد الذي يتم حمله إلى مساعدة بعضهما البعض، يتطلب العقل أن يكون الجسم موجودا ولا يمكن للجسم أن يعمل بدون العقل"

 

يبرز بعد ذلك السؤال بماذا تختلف ثنائية ديكارت (ثنائية العقل الجسد/ ثنائية الجوهر) عن الثنائية الأفلاطونية؟

الفيلسوف الفرنسي رينيه  ديكارت (ت 1650 م) وإن قال بثنائية الروح والجسد فالجسد عنده جوهر وله وجود ، فالإنسان "مشكل من جوهرين مختلفين من حيث الطبيعة: جوهر مادي هو الجسد الذي يشبه العالم الخارجي، لكونه لايفكر ولا يختار، فهو خاضع لقانونية وسببية صارمة وكأنه الساعة، في مقابل جوهر آخر عقلي/روحي يفكر ويشك ويعي" ،

وأن الروح التي هي (العقل والشعور أي الوعي بكامله) تتفاعل مع الجسد عبر الغدة الصنوبرية ، ( هذا القول لم يثبت علميا وهناك من أزال الغدة الصنوبرية ومازال يفكر ويعي ويعيش مع بعض الأعراض الجانبية) ، وما افترضه عن هذاالتفاعل وجد معارضة من معاصريه أهمهم اعتراض الأميرة إليزابيث الفلسفي الذي دفع بعد ذلك لظهور فلسفة ليبنتز الألماني (ت 1716م) عن ثنائية العقل والجسد غير المتفاعلة لكنهما بتزامن وتناغم بين الجوهرين ويطول الحديث عن ذلك.

ملخص الفروق بين ديكارت وأفلاطون :

1. طبيعة الثنائية:

الثنائية الأفلاطونية: تميز بين عالمين: عالم مثالي (عالم الأفكار) وعالم مادي (عالم الظواهر) وهو عالم مزيفوخيالي ليس سوى ظل لعالم الحقيقة (المُثُل)
 
الثنائية الديكارتية: ترى العالم واحدًا لكن من جوهرين: جوهر مادي (الجسد) و جوهر غير مادي (العقل). ، يرى ديكارت بأن العالم المادي حقيقي فما لا يصح من المعرفة الحسية لا يعني أن نتجاوز العالم المادي ، فما يبدو للعقل بأنه موجود فهو كذلك ، لأن الله لا يخدعنا .

 

2. عن الروح/العقل :

الثنائية الأفلاطونية: الروح جوهر غير مادي ، خالد ينتمي إلى عالم الأفكار ، محبوس في الجسد
الثنائية الديكارتية: الروح جوهر غير مادي مستقل عن الجسد وهو جوهر كذلك، والروح والجسد يتفاعلان معا عبر الغدة الصنوبرية .

- - - - - - 

الموضوع بذرة حوار ، ومقدمة للثنائية بمقالة أكبر مستقبلا ، ومن لديه إضافة فلا يتردد …

 

 

7A556FA9 8E80 471C B64C 652097822EFA

 

2 ردود
User Avatar
التعبير
المقام الرابع
Points: 716732
المشاركات: 69
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

هذان بيتان من شعر المعري ، انظروا كيف هجا الحياة بناء على الثنائية :

 

الجِسمُ وَالرُّوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما

كانا وَديعَينِ لا هَمّاً وَلا سَقَما

،

تَفَرُّدُ الشَيءِ خَيرٌ مِن تَأَلُّفِهِ

بِغَيرِهِ وَتَجُرُّ الأُلفَةُ النِقَما

رد
User Avatar
التعبير
المقام الرابع
Points: 716732
المشاركات: 69
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

 

 

من الاختلافات بين فلسفة ديكارت الثنائية وثنائية أفلاطون أيضًا ، موضوع الأفكار ، 

وشرحها كالتالي (مما كتبه Kurt Smith بموسوعة ستانفورد للفلسفة) : 

 

▪️ عند ديكارت ، هناك جوهر substance ، صفة/سمة attribute ، وأوضاع modes .

الوضع هو الطريقة لتكون ذلك الشيء /الجوهر 

الصفات/السمات attributes هي ما تجعل الجوهر/الموجود مدركًا للعقل البشري ، 

الجوهر/(لنقل الشيء) بدون صفات ، غير موجود بالنسبة لعقولنا . 

إذن الوضع mode ، هو أسلوب الصفة ، التي من خلالها ندرك ونتصور وجود ذلك الشيء/الجوهر 

 

الترتيب :

الجوهر ، الصفات ، الأوضاع 

الأوضاع تعتمد على الصفات 

الصفات تعتمد على الجواهر 

 

هذا الاعتماد متعد لغيره ، لذا فالأوضاع تعتمد على الجوهر تلقائيا كذلك . 

وضع شيء ما بمفهوم ديكارت هو طريقة أن يكون ذلك الشيء

الوضع أيضا يفترض مسبقا الصفات 

والصفات تفترض مسبقا وجود الجوهر .

 

شرح بالأمثلة : 

طبيعة العقل ، أن يفكر ، واذا الشيء لا يفكر فهو ليس عقلا 

 

العقل هو جوهر موجود ، التفكير  هو صفة/attribue ، ووضع mode التفكير : القكرة . 

 

الجسد (جوهر) substance طبيعته الامتداد (الطول ، العرض ، العمق) 

الامتداد هو "صفة/attribute” الجسد الأساسية 

الشكل  هو "وضع/mode" هذا الامتداد ، حيث الشكل هو طريقة التمدد ، 

بذلك يكون الشكل يفترض الامتداد ، والأفكار تفترض مسبقا التفكير ، وكل من الامتداد والتفكير (الصفات) تفترض وجود الجسد والعقل . 

 

طبعا الأفكار ليست الوضع الوحيد للتفكير ، فهناك أوضاع أخرى له : الشك ، الحكم مثلا

 

▪️ ثم يشرح لنا Kurt Smith بمقاله : نظرية ديكارت للأفكار 

 

"لذلك، في حين أن أفكار أفلاطون هي أكثر الأشياء واقعية في الكون، فإن أفكار ديكارت هي من بين الأقل واقعية. 

ثمة خروج آخر عن وجهة نظر أفلاطون هو أخذُ ديكارت للأفكار كمركَبَات للتمثيل، مثل العناصر التي تقوم بالتمثيل. 

على النقيض من ذلك، أخذ أفلاطون الأفكار لتكون الأشياء الممثلة. سقراط، على سبيل المثال، أخذه أفلاطون على أنه تمثيل لمثال أو فكرة الإنسان

،

بقدر ما هي الأفكار أوضاع، فإنها تحتل أدنى درجة على سلم ديكارت الأنطولوجي (الوجود) . يمكن أن يتناقض هذا مع نظرية أفلاطون، على سبيل المثال، التي تلقي الأفكار كجواهر (عالم المثل)، حيث تحتل الدرجة العليا من السلم الأنطولوجي"

 

نقلتها للفائدة ..

 

رد
شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض