نصوصشعر

النسيان !

‏أذّنَ الإبريقُ ، صلّى الكأسُ ، والليلُ على صدري
تباريه الأغاني ..‏
مسرح الأحداث والأنغام والجمهور “ذكرى” في نهايات المعاني..
‏في بدايات اللغاتْ
،،
‏وقُبَيل الفجر يأتي ،
‏حاملًا نعش الثواني..
معلنًا عنّي بتصنيفٍ فريدْ
آدمُ الأنفاسِ حوّاءُ الرئاتْ..
أتلفَ اللونَ ، وأخفى شكل هذا الكون عطرًا واعتراني ..

‏سيدي النسيانَ ، مهلًا ..
‏لي مع الإلهام “ذكرى” شأنها شأن الوجودْ..
‏إنّها إنّي ، فدعني !
،،
‏وقُبيل الفجر يأتي ،
‏يلبسُ الروحَ ، ويجري..
‏ينبش الإحساسَ ، يُدمي مقلةَ الذهنِ ، ويُعلِي رايةَ الدمع على سفح عروقي الشاعراتْ..
‏هل أنا في العالم المكتظِّ أم أنّي أنا وحدي “التجلّي” وأنا وحدي “الصفات” ؟! ..
‏أفلسَ اللفظُ ، وصدّتني الأماني..

‏سيدي النسيانَ !
‏دعني ، إنها المعنى النشيدْ
،،
‏وقُبيل الفجر يأتي ، بحريقٍ وغريقٍ ،
‏- كيف جاءا؟!
‏لا تسلني ، إنّهُ الخارجُ عن نظم الحكوماتِ ، إلى نظم القصيدْ !!
إنّه المبعوثُ سرًا في حقول القُبلةِ الأولى ، بإقليم الجوى !
‏”فيتَمينُ” الشعرِ ، “هرمون” النوى !
،،
‏آهَ يا كلَّ البرايا !
‏كيف ألّهتِ عذابي
‏وتسنَّمْتِ الجروحْ ؟!
‏كيف أحرقتِ شعوبي وتخطّيتِ مقامات الصروحْ..
‏وتعاونتِ مع النسيان إثمًا ضد بلدانٍ بنيناها معًا..
‏وليالٍ من غرامٍ وخيالٍ وطموحْ ..
،،
‏ها هوَ الطغيان يطوي بسمةَ الأمواجِ من وجه المواني..
‏ويبيدُ الذكرياتْ
‏ها هو الملعونُ يطوي ، كلَّ أمجاد النشيد
،،
والضحى والليلِ والحرفِ المقدسْ..
نالني معنىً وأسماني وأسّسْ
،
غفلةَ الباب عن المفتاح جبرًا..
في يديهِ الدهرُ أضناني ليأنَسْ
،
يشتهي الشيءَ إذا كان بكفّي..
ويعافُ المُهملَ المُرمى المبخّس
،
دفترُ النظرةِ ، حبرُ الشوقِ ، أغلى..
جوهراتي ، نحوها ثنّى وسدّس
،
وعروجي ، وهطولي ، وانبعاثي..
بل “ألفبائي” بطومارٍ مفهرس
،
عندهُ ، “كنتُ” و”لولاي” و “إنّي”
كيف شاءَ الوغدُ أفنى وتنفّس !
،
يقتلُ الذاتَ ولا يحنو على العيـ
دِ أكان الفطرَ أم كان الكرسمس؟!
،
يخلقُ التاريخَ ، يُعطيهِ فؤادًا..
“بالدناميت” وأنفاسًا بمقبس
،
يبذل الموتَ ، ويخشانا جميعًا..
وبنا نحنُ تسلّى وتترّس
،
أيها المكشوفُ في جفن الشواطي
أيها المستورُ في شريانِ نَورسْ
،
هل هو الطبعُ أم الأصل الوجوديُّ-
 -لهذا العالم الـمُرسى المضرّس؟!
،
سلطةُ الكأسِ على الإبريقِ معنىً ..
هل لهُ فيهِ جماعاتٌ وقَومَس؟!
،
هل هو الضوءُ أم الظلُّ أم الوعيُ-
-أم الوهمُ أم الماضي المنكّس؟
،
حارتِ الأديانُ والنسيانُ يجتاحُ-
 -القوافي وبمزموري تلبّس
،
وقُبيل الفجر يأتي معلنًا موتي-
-وميلادي على “صفرٍ” مكدّس !

،

شعر : عصام مطير البلوي

تمت بفضل الله قصيدة النسيان على البحر الرمل ممزوجة الشكل حرة “تفعيلة” ، وعمودية.

0 0 votes
تقييم الأعضاء

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض