عربيٌ هائمٌ في أوطان العرب استفرغ معاناته :
مأساتي فقري في وطنٍ
…لا يشبع لصّهُ لا يشبع
وإذا أظهرتُ بهِ ألمي
…ناصحني الشيخُ بأن أركع
وأنا والله أحبُ اللهَ
…لغيرهِ أبداً لم أخضَع
مأساتي أنّ شراييني
…قُطِعت ودمائي لن ترجَع
صلبوني حياً باسم الدينِ
…ودمعةُ أمي لم تشفع
فأنا في بئرٍ مَنطِقهُ
…أن تصرخَ فيهِ ولا تُسْمَع
وطنٌ يلعنّا ياليلى
…بتراثٍ أقبح من ضفدع
ومنابرُ زورٍ كاذبةٌ
…والأحمقُ حقاً من يُخدع
حرمونا العيشَ وسيّدهم
…يستمتعُ فينا يستمتع
هيّا يا شيخُ وجاوِبْنا
…ما حكمُ الصيد بمستنقع؟
إفسادٌ كفرٌ عصيانٌ
…لو كان فقيراً لا ينفع
أجرٌ وصلاحٌ ..نشكرهم
…تأييدُ الشيخِ لمن يدفع
سحقاً لبلادٍ يمضغُها
…كبتٌ وضياعٌ يُستبْضَع
سحقاً للنفطِ ولعنتهِ
…وكلابِ السلطةِ والمدفع
ونفوسٍ تحصدُ من ثمرٍ
…وبذور حصادٍ لم تزرع !
مأساتي أنّ بمأساتي
…لا كفّ لديّ ولا إصبع
ما قيمةُ عمرانٍ يُبنى
…والموتُ بداخلِنا يرتع؟
ما قيمةُ أرضٍ مظلمةٍ؟
…ما قيمةُ شمسٍ لا تطلع ؟
آهٍ لو أنَّـك تفهمُني
…يا حدَّ المشرطِ والمبضَع !!
ماكنتَ لتذبحَ أفئِدةً
…لإلهِ الكونِ فقط تخشع
شعر: عصام مطير البلوي