الإشعارات
مسح الكل

شرح العلاقة بين العقل والدماغ، مثال تطبيقي


عصام مطير
التعبير
المقام الثاني
Points: 2302867
المشاركات: 120
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Reputable Member
انضم: منذ 14 سنة

 

 

اطلعت على نظرية التنافر المعرفي وخلاصتها:

أن الإنسان يبحث دائمًا عن الاتساق الداخلي Internal Consistency بين معتقداته وأفعاله.
مثلا يدخّن ويعرف أن التدخين ضار فيبرر لنفسه بأن جده عمره ثمانين سنة ويدخن، وهكذا ينقذ المرء نفسه من حالة الاضطراب عبر خلق قيمة إضافية للمعنى تشكك فيه أو تقلل منه أو تعكسه.

وضع هذه النظرية عالم النفس الأميركي Leon Festinger ليون فستنغر عام 1957 في كتابه الكلاسيكي A Theory of Cognitive Dissonance

----

ومن الأمثلة :

“عندما تفشل النبوءة” (1956)

العينة: مجموعة دينية في شيكاغو تنبأت بنهاية العالم في 21 ديسمبر 1954.
النتيجة: بعد الفشل، زاد نشاط التبشير.

▪️الأعضاء واجهوا تنافرًا (“نبوءتنا فشلت” + “نحن مؤمنون”)، فقللوا التنافر بإضافة تبرير (“الإيمان أوقف الكارثة”).

----

استراتيجيات تقليل التنافر:

  • تغيير السلوك: الإقلاع عن التدخين. مثال أول: مدخن يتوقف بعد تشخيص طبي. مثال ثانٍ: شخص يتحول إلى النباتية بعد مشاهدة فيلم وثائقي عن المزارع. مثال ثالث: مستهلك يتوقف عن شراء المنتجات الاستغلالية بعد حملة توعية.
  • تغيير الاعتقاد: “التدخين ليس خطيرًا”. مثال أول: المدخن يقرأ دراسات تقلل من المخاطر. مثال ثانٍ: مستخدم البلاستيك يقتنع أن “التدوير يحل المشكلة”. مثال ثالث: المشتري يقول “الشركات كلها استغلالية”.
  • إضافة معرفة جديدة: “أدخن لكنني أركض يوميًا”. مثال أول: المدخن يضيف “التدخين يساعدني على التركيز”. مثال ثانٍ: مستخدم البلاستيك يقول “البلاستيك ضروري في الحياة اليومية”. مثال ثالث: المشتري يبرر “الشركة تدعم الخيريات

-----

يهمنا الآن أن هذه الحالة النفسية/الفكرية/الاجتماعية من الممكن ملاحظة فاعليتها وعملها عبر الدراسات العصبية

⬇️⬇️

في دراسة :

“Cognitive Dissonance Induction in Everyday Life: An fMRI Study..”

de Vries, Jan M.A., Mark Byrne, and Elizabeth G. Kehoe

وهي واحدة من دراسات مختلفة وصلت إلى نتائج مشتركة عبر استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد النشاط الدماغي :

القشرة الحزامية الأمامية ACC

منطقة الجانب الخلفي ACC ظهر بوضوح نشاطها بالتصوير مما يوكد أن ظيفتها مرتبطة بـ:

  • كشف التعارض المعرفي
  • رصد الأخطاء
  • معالجة الصراع الداخلي

النتيجة إذن تؤكد أن ACC من أهم مراكز “كشف التنافر” وليست فقط “تنظيمه”.

▪️من هذه الدراسة وغيرها نجد النشاط الدماغي يلازم النشاط الذهني، والسؤال هنا ماذا لو كانت هذه البُنى الدماغية معطوبة بمرض أو بضرر، ما تأثير ذلك على الذات البشرية؟

هنا بعض ما يمكن حدوثه في حال الضرر:

ضعف في اتخاذ القرار (Poor Decision-Making)

انحفاض في الدافعية (Motivation) وصعوبة في بدء وإكمال المهام.

"التبلد العاطفي" (Apathy)

صعوبة في التحكم بالاستجابات العاطفية.

صعوبة في ملاحظة الأخطاء أثناء المهام.

وهناك أمور أكبر كالفصام وغيره، وهنا نستشف أن الذات لا يمكنها الانفصال عن حيوية وصحة الدماغ/الجسد، فالتكوين النفسي بأصله وظائف منبعثة من التكوين الجسدي لكن المحتوى والطريقة تأتي من الخارج بالتزامن مع إمكانية الوظيفة.

إن الله خلق العالم الذي نراه بإعجاز عظيم، والنفس البشرية تنبعث من حيوية الجسد وتفاعله مع المحيط/الطبيعة/الفكر

اقتباس من الدراسة:

⬇️⬇️

 

"قدّم Festinger (1957) مصطلح التنافر المعرفي (cognitive dissonance) لأول مرة للإشارة إلى الانزعاج النفسي الذي نشعر به عندما نفكر في مفاهيم متناقضة نفسياً في الوقت نفسه. هذا الانزعاج، أو التنافر، يدفعنا لبذل جهد معرفي وسلوكي لتقليله واستعادة التناسق المعرفي.

لقد طرحت مجموعة من النماذج والمفاهيم الأخرى ادعاءات لشرح تأثير الصراع الداخلي، مثل تصور فرويد (Freud, 1923) للصراع الداخلي بين الهو، الأنا، والأنا الأعلى (Id, Ego, Superego)، ومفهوم عدم التوافق (incongruence) عند Rogers (1951)، ونظرية التوازن (balance theory) لهيدر (Heider, 1958)، لكن تصور Festinger وأبحاثه فقط كان له أثر في دفع الجهود التجريبية المستمرة.

ولا شك أن مدى البحث التجريبي حول التنافر المعرفي وتطوّره النظري (Cooper, 2007) يجعله واحداً من أبرز النماذج المعاصرة لفهم معالجة المعتقدات المتناقضة والصراعات المعرفية. وقد وُصف التنافر المعرفي (أو ببساطة التنافر، حيث يُستخدم كلا المصطلحين) بأنه دافع أساسي للحفاظ على التماسك في تفكيرنا (Gawronski, 2012) وسلوكنا (Harmon-Jones & Harmon-Jones, 2002).

أظهرت الدراسات التجريبية دعماً كبيراً ومستداماً لظاهرة التنافر (Cooper, 2007)، رغم أن الباحثين اختلفوا حول الحدود الدقيقة والتركيز النظري للنظرية.

أما الجاذبية الكبيرة لنظرية التنافر في سياق علوم الأعصاب فتتمثل في أنها توفر أساساً واضحاً لتطوير واختبار الفرضيات العصبية، لأنها تفترض عملية وظيفية تشمل:

  1. إدراك التناقض (perception of inconsistency)،
  2. إثارة الانزعاج الناتج عن التنافر (induction of dissonance discomfort)، ويرافقه مشاعر نفور وتنشيط للجهاز العصبي السمبثاوي التي تعمل كدافع،
  3. تحفيز الجهود لتقليل التنافر بطرق متنوعة (motivate efforts to reduce the dissonance).

علاوة على ذلك، فإن التاريخ التجريبي للنظرية يفتح آفاقاً لتنفيذ مهام توليد وتقليل التنافر أثناء مراقبة النشاط الدماغي."

 


شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض