الثنائية الديكارتية ، ثنائية الجوهر
مكتظٌ هذا العالم بالثنائيات ، الليل والنهار ، البر والبحر ، الخير والشر ، لقد أبصر الإنسان عالمه بثنائياته مميزًا بين الشيء وما يضاهيه من ضد ، وبسعيه بين مشاعره وذوات الأشياء أدركَ الفارقَ الجمالي ، ومنه قول الشاعر العربي :
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ
والشعُر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
،
ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
وبالطبع ليس عالمنا ثنائيا دائما فهناك الكثير مما لا ضد له ، أو هو حلقة في سلسلة طويلة .
ثنائية الروح والجسد :
في تاريخ الإنسان الممتد، كانت ومازالت وستبقى ثنائية الروح والجسد الأشهر والأشد غموضا ، فهي الوجود إذ نتأمله في أنفسنا ، وهي الحيرة التي اتجهت بالفلسفة للنمو والازدهار ، والتفرع والتعارض والتصارع كذلك .
ما أنا ؟
يقول لنا أفلاطون الفيلسوف اليوناني بأننا أرواح ولسنا أجسادًا ،“ فأنا ليس لدي روح بل أنا روحي وأما جسدي فهو مركَبة لوجودي في هذا العالم الأرضي، وهي مرحلة مؤقتة في رحلة الروح الأبدية“، ومع ذلك فثنائية أفلاطون الفلسفية تقسم العالم لمستوى الأفكار (عالم المثل) ومستوى حسي مادي هو عالم المحسوسات ، ولم يشر افلاطون عن طريقة التفاعل ببين الروح والجسد ، في حين أن فكرة الروح والجسد ذاتها متداولة بين الأمم منذ زمن طويل فمثلا تخبرنا باربارا مونتيرو في كتابها “Philosophy of Mind: A Very Short Introduction”:
كانت ثنائية الروح الجسد من أهم الأفكار المشتركة بين البشر ، تاريخها فيما يبدو من تاريخ الإنسان نفسه ، فهي الفكرة الموجودة عند الهندوسية والبوذية وغيرهما من الأديان والأمم البشرية عبر التاريخ ، وعلى سبيل المثال . بالبوذية يقدم أحد نصوصها ، Visuddhimagga، الذي كتب في القرن الخامس الميلادي في سريلانكا، نسخة من الثنائية التي تتكون من الجسد والعقل .، وفقًا للنص ” إن العقل والجسم مشابهان لشخصين أحدهما أعمى والآخر مشلول يحمله الأعمى: فأحدهما بمثابة ساقي الآخر والآخر بمثابة عيون. تماما كما يحتاج الفرد الأعمى والفرد الذي يتم حمله إلى مساعدة بعضهما البعض، يتطلب العقل أن يكون الجسم موجودا ولا يمكن للجسم أن يعمل بدون العقل”
وسنجد مثله عند العرب والمسلمين ، فها هو المعري مثلا في شعره يتحسر على نفسه وحياته بأبياته الشهيرة :
أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن الخبر النبيثِ
،
لفقدي ناظري ولزوم بيتي
وكون النفس بالجسد الخبيثِ
وهو بهذا أقرب للرأي الأفلاطوني في سمو النفس/الروح عن الجسد ، وله بيتان بنص آخر يقول فيه :
الجِسمُ وَالرُّوحُ مِن قَبلِ اِجتِماعِهِما
كانا وَديعَينِ لا هَمّاً وَلا سَقَما
،
تَفَرُّدُ الشَيءِ خَيرٌ مِن تَأَلُّفِهِ
بِغَيرِهِ وتجّرُّ الأُلفَةُ النِقَما
موظفا بذلك ثنائية الروح والجسد بنزعته الشعرية في نقد الحياة والبشر ، لكنه بالبيتين السابقين منح الجسد معنى يوازي الروح في الأهمية ، وهو إذا ما فسرناه بعصرنا لوجدناه يصب بفلسفة ديكارت الذي جاء بقرون بعده ، بصفته فيلسوف عصر التنوير ، إذ قدم لنا ما هو معروف بثنائية الجوهر (العقل- الجسد).
وليس الحديث عن الروح محصورا على شعر الشعراء ، فللعرب آراء قديمة في ذلك حالهم حال بقية الأمم ، وفي عالمنا المعاصر اليوم ، ثمة ثنائيات فلسفية مختلفة، منها ثنائية ديكارت التي يُطلق عليها ثنائية الجوهر (العقل – الجسد) وهناك ثنائية الخواص ، وغيرها .
وخلاصة الثنائية في فلسفة العقل تتمثل في قولها لنا ”أن العقل والجسد ، أو العقل والدماغ ، مختلفان بطبيعتهما وأنهما نوعان مختلفان من الجواهر أو الخصائص .“
ثنائية ديكارت
لم يكن ديكارت مقلدا لأفلاطون وثنائيته فهناك فروق بين الثنائيتين ، فديكارت منح الجسد مكانة أفضل بالعالم باعتباره جوهرا ، رغم اتفاقه مع أفلاطون بفنائه ، وكذلك فإنه لم يقل بعالم المثل التي يراها أفلاطون ، وقد أكد التفاعل بين العقل والجسد ، فالعقل يؤثر بالجسد كما أن الجسد يؤثر بالعقل ، وبعد أن نبين ثنائية ديكارت بالفقرات القادمة سنبرز أهم الاختلافات بينه وبين أفلاطون بتفصيل أكبر .
قصة الكوجيتو : أنا أفكر أنا موجود
رأى ديكارت أن الأشياء (المادية) حوله من الممكن أن يشك بصحة وجودها ، وليس الإحساس بها دليلا مؤكدًا لوجودها ، فقد شعر بصحة الأشياء في الحلم مثلا ثم اكتشف بعد يقظته أنها وهم ، فما الذي يجعلنا متأكدين الآن أننا لسنا في حلم ، ومثل هذا التساؤل موجود سابقا ولاحقا وعليه النقاشات حول المعرفة والعلم ، وأقدم جذر لها كان في محاورة ثياتيتوس لأفلاطون ، عن العلم كان هذا النقاش :
“ثياتيتوس : الحق يا سقراط ، إني لا أجد أي برهان نبرهن به على ذلك ، ولا يمنع شيء أن يكون الكلام الذي يدور بيننا الآن يتم أثناء النوم فإن المشابهة تكاد تكون تامة بين هذه الحال وحالة ظننا أنتا نحدث الآخرين أثناء الحلم ،
سقراط : إنك لترى أن مجال الشك هذا كبير حيث إن التمييز بين اليقظة والحلم شيء يقبل الحجاج ، والحق أن الزمن الذي ننام فيه والزمن الذي نكون فيه متيقظين يتساويان وفي كل حالة مهما ندعي بكل قوة أن معتقداتنا في أية حال من الحالين حقيقية وعلى هذا النحو تتساوى حماستنا وثقتنا في إثبات حقيقة كل عالم من العالمين.”
ومما سبق نجد التساؤل الذي يخص ديكارت له وجاهته في مدى صحة أن يكون كل ما حوله أوهام أي إمكانية أن يكون المرء في حلم ، وبهذا كان على ديكارت أن يجد ذاته في خضم هذا التفكير ، والتفكير عنده عموما يشمل الشك والتخيل والتذكر والشعور ، وحين يشك ، فإنه يفكر ، وهذا بيت القصيد ، ومختصر فكرة ديكارت عن وجوده (أنا أفكر إذن أنا موجود) :
▪️من خلال ذلك الشك بصحة وجود الأشياء المادية ، رأي أن بدنه/جسده هو من جملة الأشياء التي لا يمكن إثبات وجودها ، فهو بالنهاية من الأشياء المادية التي قد تكون وهمًا
ماذا إذن يمكن أن يكون ممتنعا على الشك؟
هناك شيء واحد : هو أنه يشك ، فبمجرد أن يشك بأنه يشك فسيظل على نحو يقيني في (أنه يشك) ، وهذا يعني أنه من المحال أن يشك بأنه يفكر بناء على أن الشك ليس إلا نوعا من التفكير .
▪️إذن هناك قضية واحدة غير قابلة للشك هي “أنا أفكر” ، وقضية تترتب على ذلك “أنا موجود” ، لأنه من الواضح بأن لا شيء يمكنه أن يفكر إلا أن يكون موجودًا .
بهذا يكون ديكارت على يقين بأنه موجود .
▪️العقل عند ديكارت هو الروح ، وهذا المعنى يشمل كل أنشطة العقل كالتفكير بكافة درجاته ، والإدراك الحسي ، والوعي عموما.. هذا هو شرح مبسط لفكرة ديكارت ،،
إثبات وجود الله عند ديكارت
يقول ديكارت عن شكه هذا الذي من خلاله أثبت وجوده عبر ما شرحناه أن الشك بالشك لا ينفيه يل يجعله مستمرا وبالتالي فهو يقيني الوجود ، وبكونه نوعا من التفكير فإذن أنا أفكر أنا موجود ، يقول عنه :
“لكني لو كنت مستقلا عن كل شيء سواي وكنت أنا نفسي خالق وجودي ، لما كنت أشك في شيء أو أشتهي شيئا ولما كنت بالإجمال مفتقرا إلى أي كمال لأني كنت سأمنح نفسي كل كمال يخطر ببالي وأكون حينئذ إلها ” وهذا دليل من أدلة ديكارت على وجود الله ، وهو بهذا أيضا بفقرات سابقة في كتابه شرح أن إدراك الله سابق لإدراك نفسه : (إذ كيف لي أن أعرف أني أشك أو أرغب أي شيء ينقصني وأنني لست كاملا تمام الكمال إذا لم يكن لدي أي فكرة عن وجود أكمل من وجودي عرفت بالقياس إليه ما في طبيعتي من عيوب ؟!)
وهذه المعرفة الفطرية جاءت من الله وهي دليل على وجوده ، وما سبق خلاصة فلسفة ديكارت بإثبات وجود الله عز وجل
ما هي ثنائية ديكارت بالضبط ؟
في فلسفة العقل، الثنائية هي النظرية القائلة بأن العقل والجسم أو العقل والدماغ – هي، أنواع مختلفة جذريا من الأشياء.
ثنائية ديكارت وتُعرف أيضًا بثنائية الجوهر (العقل-الجسد) ، تقول لنا إن الإنسان يتكون من العقل والجسد ، وهما منفصلان عن بعض ، ومتميزان ، ويتفاعلان مع بعض (هذا التفاعل هو ما يميز ثنائية ديكارت عن ثنائية ليبز وإسبينوزا وغيرهم)، بالنسبة لديكارت التفاعل هذا يحدث بالغدة الصنوبرية ، وهو رأي نال الكثير من النقد ولم يثبت علميا بعد إزالة الغدة ، لكن التفاعلية هذه أخذت تفاسير مختلفة بعد ديكارت .
السؤال لماذا هناك فرق بين الجسد والعقل ؟
ببساطة هناك صفات مختلفة بينهما كما يبدو للجميع ، فالجسد له صفات مثل : الوزن ، الطول ، اللون ، الامتداد بالمدى ، وغيرها من الصفات الفيزيائية ، في حين لا نستطيع وزن العقل ولا الادعاء بأن له لونًا مثلا ، فالعقل صفاته وطبيعته الجوهرية هي الإدراك ، الإحساس ، الوعي ، القصد إلخ .
ما سبق يوضح لنا هذا الفارق الذي يدفع لتشكيل ثنائية ما بفلسفة العقل ، وقد جاء ديكارت ليحدثنا عن فلسفته بها ، وخلاصة ثنائيته :
- هناك جواهر/أشياء من نوعين مختلفين تماما في العالم، جوهر عقلي وجوهر مادي.
- الطبيعة الأساسية للعقل هي التفكير، والوعي، والانخراط في الأنشطة العقلية الأخرى؛ جوهر الجسم طبيعته الأساسية الامتداد بالمكان/الوجود في الفضاء
- الإنسان هو كائن مركب من العقل والجسم.
- العقل مختلف عن الجسد تماما وليس امتدادا له ولا شكل من أشكاله
- هناك علاقة تفاعلية بين العقل والجسد ، فكلاهما يوثر على الآخر
قدم ديكارت حججه حول الاختلاف التام بين العقل والجسد ، وهنا أسرد لكم مجموعة من الحجج للدكيارتية الثنائية منذ ديكارت لليوم :
الحجة الأولى :
أستطيع التأكد من وجود عقلي.
جسدي ليس على نفس درجة التأكد بوجوده .
إذن العقل والجسد مختلفان (ليسا الشيء نفسه)
جاءت هذه الحجة من تفكره وتأمله الأساس ، أنا أفكر إذن أنا موجود ، فشكه في شكه هو يقين بكون التفكير (الذي يشمل الشك) موجود بدرجة يقين أعلى بكثير من يقينه بوجود الجسد الذي ربما كان حلما أو خديعة من الحواس .
الحجة الثانية :
جسمي ممتد بالمكان .
عقلي غير ممتد ،
إذن العقل والجسد ليسا الشيء نفسه
يُطلق عليها حجة الامتداد ، هي أيضا من ملاحظات ديكارت للاختلافات بين العقل والجسد بعلاقتهما مع الوجود ، فالجسد له صفات فيزيائية وهو ممتد (له طول وعرض وحجم ) في حين العقل لا قياسات له فهو غير ممتد .
الحجة الثالثة :
عقلي شفاف بالنسبة لي – أي أنه لا شيء يمكن أن يكون في ذهني دون أن أعرف أنه موجود.
جسدي ليس شفافا بالنسبة لي بنفس الطريقة.
لذلك، عقلي ليس متطابقا مع جسدي.
الحجة الرابعة :
إمكانية التصور ، وخلاصتها، في كتابه تأملاتفيالفلسفةالأولى، يقول ديكارت إن لديه ”فكرة واضحة جدا عن نفسي ومن حيث أنني شي مفكر لا ممتد ، ولدي فكرة واضحة جدا عن الجسم من حيث أنه شيء ممتد وليس مفكرا ، يستطيع أن يتصور بوضوح نفسه كعقل مفكر دون الحاجة إلى جسد، فالأنا المفكرة والجسم شيئان مختلفان مادام يمكن تصور أحدهما متميز عن الآخر ”بمعنى أنه يستطيع أن يتخيل نفسه ككائن يفكر ومستمر في الوجود حتى لو لم يكن لديه جسد مادي. بالنسبة لديكارت، هذه القدرة على تصور انفصال العقل عن الجسد تشير إلى أن العقل والجسد كيانان مختلفان بطبيعتهما، وأن أحدهما يمكن أن يوجد دون الآخر.
الحجة الخامسة :
وهي من الحجج المعاصرة ، من كتاب فلسفة العقل لكيم :
”لنفترض أنني تماما جسدي هذا ،وفي عام 2001 لم يكن هذا الجسد(تركيبه من ذرات) موجودا،
وبالتالي، من الفرضية الأولى، يترتب على ذلك أنني لم أكن موجودا في عام 2001.،
لكنني أنا كنت موجودا في عام 2001 ، ومن ثم فإن التناقض، والفرض لا بد أن يكون باطلاً. ،
ومن ثم، أنا لست متطابقًا مع جسدي“
وهذه الحجة المعاصرة من الممكن فهمها ببساطة ، حيث ثبت علميا أن كل ذرات جسمنا تُستبدل تماما بغيرها خلال سبع سنوات ومع ذلك أنت بوعيك تبقى كما أنت متعرفا على نفسك ، وهذا يعني أن هناك اختلافا بين ذاتك/عقلك وبين جسدك الفيزيائي ، وأنهما من جوهرين مختلفين.
هناك حجج أخرى للثنائية الديكارتية لكن ما سبق أشهرها ، وقد واجه ديكارت وثنائيته الكثير من النقد والاعتراضات ، منها اعتراضات الأميرة إليزابيث من بوهيميا، التي سيكون شرحها مستقبلا في ثناءات مقالات أخرى مع بقية الاعتراضات ، ولنعود الآن لثنائية ديكارت بالمقارنة مع ثنائية أفلاطون .
الفروق بين ثنائية ديكارت و أفلاطون ببساطة :
1. طبيعة الثنائية:
- الثنائية الأفلاطونية: تُميّز بين عالمين: عالم مثالي (عالم الأفكار/المُثُل) وعالم مادي (عالم الظواهر) غير مكتمل يحاكي عالم المُثُل ، فالطبيعة هي محاكاة للحقيقة
- الثنائية الديكارتية: تُميّز بين جوهرين: جوهر مادي (الجسد) و جوهر غير مادي (العقل).
2. وجهة نظر النفس:
- الثنائية الأفلاطونية: تعتبر النفس/الروح جوهرًا غير مادي خالداً ينتمي إلى عالم االمُثُل ، وأنا روحي ولست جسدي.
- الثنائية الديكارتية: تعتبر النفس/الروح جوهرًا غير مادي مستقلًا عن الجسد، لكنه يتفاعل معه.
3. العلاقة بين العقل والجسد:
- الثنائية الأفلاطونية: تعتبر العقل أداةً لمعرفة عالم الأفكار المثالي، في حين الجسد هو سجنٌ للنفس يُعيقها عن إدراك الحقيقة أي أن أفلاطون يرى أن الروح تتأثر بالعالم المادي ولكنها تسعى لتجاوزه من خلال العقلانية والفضيلة، الروح في حالة توتر بين الرغبات المادية والسعي نحو العالم الأفكاري.
- الثنائية الديكارتية: تعتبر العقل والجسد كيانين منفصلين يتفاعلان مع بعضهما البعض من خلال “الغدة الصنوبرية” هذا يسمح بتأثير متبادل بين الجانبين العقلي والجسدي
4. التأثير:
- الثنائية الأفلاطونية: كان لها تأثير كبير على الفلسفة الغربية، خاصةً في العصور الوسطى.
- الثنائية الديكارتية: كان لها تأثير كبير على الفكر الحديث، خاصةً في مجالات الفلسفة وعلم النفس.
بالإضافة إلى الاختلافات المذكورة أعلاه، هناك ناحية الغاية الفلسفية حيث يرى أفلاطون الغاية من الفلسفة هي التحرر من القيود المادية والوصول إلى معرفة المُثُل ، مما يؤدي إلى حياة أكثر فضيلة وتناغماً أفلاطون يعتبر أن المعرفة الحقيقية هي المعرفة بعالم الأفكار، وهي معرفة غير مشروطة بالتجربة الحسية بل بالتأمل العقلي والفكري.، أما ديكارت فالغاية من الفلسفة الوصول إلى معرفة أساسية عبر الشك المنهجي، مما يضع الأسس للمعرفة العلمية والفلسفية بطريقة صارمة وواضحة وكذلك فإنه أظهر بكتابه التأملات في الفلسفة الأولى نزعة دينية لإثبات وجود الخالق عبر فلسفته فيقول : ”على أني لما كنت أعلم أن الحجة الكبرى التي يستند إليها الكثير من الكفار في رفضهم الاعتقاد بوجود الله وبتميز النفس عن البدن هي قولهم بأن أحدًا لم يتوصل حتى الآن إلى إثبات هذين الأمرين“.
ونهاية القول مازالت الديكارتية لليوم صامدة وباقية بقاء الغموض الذي يكتنف ظاهرة الإنسان .
عصام مطير
المراجع :
1.التأملات في الفلسفة الأولى ، ترجمة عثمان الأمين ، المركز القومي للترجمة ٢٠٠٩، ص٢٣٠ ،٢٣١
2. القصيدة اليتيمة ، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ، محمود شمري الألوسي ، تحقيق محمد بهجت الأثري ، ط٢ ، الجزء الثاني ، ص٢٠
3.ديوان المعري ، اللزوميات ، طبعة مكتبة الخانجي ومكتبة الهلال ، تحقيق أمين عبدالعزيز الخانجي- القاهرة ، الجزء الأول ص ١٨٨
المصدر نفسه ، الجزء الثاني ص ٢٩٧
4. Britannica, December 1, 2023. https://www.britannica.com/topic/mind-body-dualism.
5.Robinson, Howard, “Dualism”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2023 Edition), Edward N. Zalta & Uri Nodelman (eds.
6. Philosophy of Mind: A Very Short Introduction , Barbara Gail Montero ,1st Edition, p6
7. محاورة ثياتيتوس لأفلاطون أو عن العلم ، ترجمة د/أميرة حلمي مطر ، دار غريب ، الطبعة الأولى عام ٢٠٠٠ ، ص٤٨
8. الموسوعة الفلسفية المختصرة ، ترجمة فؤاد كامل وجلال العشري وعبد الرشيد صادق ، دار القلم ، صفحة ديكارت .
9. Philosophy of mind , Jagwon Kim , 3rd Edition, p31,34,35,38,40
10. The brain, the story of you, David Eagleman, eBook, 2015