لَا تَسْتَمِعْ إِلَى الْأَصْوَاتِ،
قَلْبُكَ بَعِيدٌ عِنْدَ الشُّطْآنِ،
رِجْلَاكَ تَغُوصَانِ فِي أَحْضَانِ الرِّمَالِ،
خَالِيَةٌ، سَاحِرَةٌ، وَالْمَشَاعِرُ سَاكِنَةٌ.
وَذَاكَ الزَّمَنُ يَنْتَظِرُ حَبَّاتِ السَّاعَاتِ الرَّمْلِيَّةِ،
يَنْظُرُ إِلَى اللإِمْكَانِ.
أَمْوَاجٌ تَزْحَفُ عَلَى بَسَاطِ الْمَاءِ الْمُنْسَدِلِ مِنَ الْبَحْرِ،
كَأَلْسِنَةِ الشَّوْقِ الْمُتَلَاحِقَةِ.
هُنَا صَمْتٌ يُطْبِقُ بَيْنَ جُفُونِ الْوَقْتِ،
هُنَاكَ لَحَظَاتٌ تَمَاهَتْ فِي خُطُوطِ الْأَثِيرِ،
لَا وِجْدَانَ وَلَا حَنِينَ،
هُنَا السَّرَابُ يَتَدَفَّقُ مِنَ الْأُفُقِ،
هُنَا الشَّتَاتُ الْيَتِيمُ عَلَى رُبُوعِ اللَّاشَيْءِ،
هُنَا الثَّوَانِي الْوَاهِنَةُ عَلَى أَرِيكَةِ النُّعَاسِ،
وَقَوَافِي الْقَلْبِ فِي سُبَاتٍ،
هُنَا ظِلَالُ الْكَلِمَاتِ الصَّامِتَةُ.
وَيُعِيدُ الْأَمَلُ ذَرَّاتِ الْفِرَاقِ الْمُهَاجِرَةَ
عَلَى مَائِدَةِ اللِّقَاءِ.
هَيَّا، اسْبَحْ فِي عُمْقِ الْخَيَالِ النَّازِحِ مِنَ الْمَشَاعِرِ،
وَأَشْغِلْ مِصْبَاحَ الْكَوْنِ فِي عَيْنَيْكَ،
وَاعْتَمِرِ الْوِئَامَ فِي بَاحَةِ الْأَثِيرِ،
لِتَصْفُوَ لَكَ الْأَحْلَامُ وَالْآمَالُ،
أَنْغَامُ السَّكِينَةِ الْمُتَوَقِّدَةُ مِنْ شَرَارِ الصَّمْتِ.
هُنَا تَسْتَكِينُ مِنْ عَنَاءِ الْأَصْوَاتِ الْمُتَزَاحِمَةِ عَلَى قَبَسَاتِ الْحَيَاةِ،
وَتَفْتَرِشُ تَمَوُّجَاتِ النَّسِيمِ الرَّحِيمِ،
لِتَقِفَ لَحْظَةَ أَفْرَاحِ الْفَرَاغِ،
بَيْنَ الْهُدُوءِ وَالْيَقِينِ.
هُنَا بَاحَةُ الصَّمْتِ الْفَارِغَةُ
مِنْ وَحْلِ الْكَلَامِ،
قِفْ… فَهُنَا مَعْقِلُ السَّلَامِ.
هُنَا الثَّوَانِي الْوَاهِنَةُ عَلَى أَرِيكَةِ النُّعَاسِ،
وَقَوَافِي الْقَلْبِ فِي سُبَاتٍ،
هُنَا ظِلَالُ الْكَلِمَاتِ الصَّامِتَةُ.
هذا المشهد جميل في ظهوره بالنص، ويحمل امكانية الاحتمالات كما يفعل الشعر، ورأيي أن جمال النص يكمن في صراع المكان مع النفي، فالزمن ينظر الى الوجود (الإمكان) ، والمكان يتشكل في النص ليشير الى الصمت، (هنا) هو المكان والمراد فيه صمتا تشرحه، والنص بديع واما الخاتمة فلي فيها نقد بسيط حيث اظهرت مرادك والمفترض أن تمنح الاحتمال مكانا فيه، ولا تشير للصمت علنيةً واكتفيت بجملة (بين الهدوء واليقين، هنا هنا فقط).
اسلوبك فريد وخيالاتك ممتازة وبتركيز على الخاتمة ستجعل نصوصك برسائل وخواطر نثرية بارعة، ومن الممكن اتخاذ أسلوب المفارقة بالنهاية أو القصة مفتوحة النهاية، أو العودة للبداية بالنص، وطبعا لن يعيقك الخيال فأنت بارع ، المهم أن تضع مفهوم القصة بتجذر في النهاية لانها مهمة في تجسيد شعرية الأدب بدلا من ترك النهاية لاسلوب التعريف او التوضيح أو الوعظ.
النص بمجمله جميل، وإلى الأمام
اسعدني مرورك صديقي ولكن
نمطية النص ذا اتجاه تخيلي وفيه من الانزيحات الكثير وعفوية الإشارة الى الصمت في نهاية النص هو المراد لانه قد يخرج عن المعنى المراد منه.
تهدف الخاتمة لتوجيه بوصلة القارئ للالمام بمقتضى النص، وليس الأغراق في التخيل.


